الاطراف الصناعية لـ مصابي غزة
حيث الحياة تمضي بـ أقدام مترنحة
حيث الحياة تمضي بـ أقدام مترنحة
غزة - تقرير معا -
"حياتي تغيرت بالنسبة للماضي والحاضر
.. كنت كل يوم اذهب على مركز الاطراف الصناعية واراجع عندهم واشكي لهم
همومي واخبرهم اني شاب جامعي ومتزوج قبل الحرب بشهر...فوعدوني ان يركبوا
لي طرف صناعي وقد صدقوا وعدهم وبدأت اعيش حياتي بشكل طبيعي".
بهذه الكلمات بدأ رياض ربيع 23 عاما
حكايته مع تركيب طرف صناعي له بمدينة غزة اعاد له جزء من الامل المفقود
حيث ستة اشهر من اليأس والتعب والتفكير الدائم بالمستقبل.
يروي ربيع قصة اصابته فيقول :" في ثاني
ايام الحرب كنت واقفا انا ووالدي في ممر البيت اجاني صاروخ من طائرة
استطلاع واصبت انا واخي وابي، انا فقدت قدمي اليسرى واصبت في قدمي اليمينى
بجراح خطيرة".
ويضيف :"نفسيتي كانت تعابنة على الاخر تعاملي مع زوجتي تغيرت كليا حتى مع
اهلي كنت انظر اليهم وهم يمشون وانا عاجز عن المشي 24 ساعة بالبيت".
الان يستيطع رياض حمل نجله الصغير الذي ولد بعد الحرب والخروج من المنزل دون مساعدة من احد، بل انه يواصل البحث عن فرصة عمل تتناسب مع وضعه الجديد.
لكن الفرصة التي توفرت لرياض ربيع
لا تتوفر للجميع، فالحصول على طرف صناعي امر بالغ الصعوبة خاصة في ظل
الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وارتفاع سعر الاطراف الصناعية التي لا
يوفره الا مركز واحد في القطاع.
تقول ام علاء مرتجى والتي فقدت نجلها الصحفي علاء فى الحرب بذات الصاروخ الذي افقدها قدمها ... انها تواصل منذ عدة أشهر محاولات الحصول على طرف دون جدوى.
اما عن اصابتها فتقول :" صاروخ تحذيري جاء على منزل الجيران ذهبت لارى من
البلكونة واذا بصاروخ اخر يسقط حيث بترت قدمي اليمنى واصبت بساقي اليمينى
واستشهد ابني علاء".
ام علاء تمكنت من السفر لمصر حيث تلقت العلاج
الاولي لكنها لم تتمكن لعدة اسباب من تركيب الطرف الصناعي فعادت لغزة حيث
تنتظر دورها في الحصول.
الدكتور حازم الشوا مدير مركز الاطراف الصناعية قال ان المركز يقوم بتزويد اصحاب الحاجات الخاصة ومعظمهم من الاطراف الصناعية واجهزة الشلل
ظل مؤكدا ان مركزه هو الوحيد الذي يعمل كمنظمة اهلية وهدفها تقديم الخدمات
وليس تحقيق الربح, وان أي احد يشعر بتضرر او كسر او تلف احد الاطراف يحضر
الى المركز فورا.
ويؤكد الشوا ان المواد الخام لصناعة
الأطراف لا تصل القطاع الا بتدخل من جهات أوروبية ما يساعد المركز على
تقديم خدماته بشكل شبة طبيعي لنحو خمسة ألاف فلسطينيي أصيبوا خلال انتفاضة
الأقصى ومئات آخرين لاقوا نفس المصير فى الحرب الأخيرة على عزة.
ويضيف الشوا ان هناك طابور طويل ممن فقدوا أطراف لهم سواء للعلاج بالخارج.
فقبل الحرب كان هناك ما يقارب 5 الاف شخص من ابناء القطاع نصفهم يحتاجون
اطراف صناعية علوية وسفلية, وبعد الحرب يوجد 150 حالة بتر معظمهم يعاني من
بتر مزدوج وقد يصل العدد الاجمالي 250 طرف حيث تم عمل اتفاقيات وشراكات مع
الصليب الاحمر والاغاثة الاسلامية وبلدية تلنسل بالنرويج وتبرعت بـ300 الف
دولار للمركز لتغطية حالات الاطراف.
المشكلة الاخرى التي تواجه المصابين هو الاغلاق الدائم لمعبر رفح الامر
الذي يعيق سفر كثير من المصابين ويؤخر علاجهم رغم تبرع الكثير من الدول
العربية والاسلامية وحتى الدولية بتقديم اطراف صناعية للمصابين وخاصة
الاطفال منهم.