لماذا منع الأزهر الحب والجنس في حياة النبي؟ PDF تصدير لهيئة طباعة ارسال لصديق
12/03/2008
الحب والجنس في حياة النبيأيمن رمزي نخلة
تحدثت في مقال سابق عن الإرهاب الفكري للأزهر. وسألت: حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية لكل مناحي الحياة؟ وذكرت مدى إهانة وإهدار حقوق المفكرين الذين يخرجون من أسلوب النقل إلى مستوى تفكير العقل. وظهر واضحاً كيف أن كل إبداع أئمة النقل هو الحديث المستفيض في فتاوى النكاح والجنس وتوابع ذلك من مواضيع تافهة وساذجة تسحب عالمنا العربي نحو مزيد من التخلف والفقر الفكري والحضاري في كل مناحي الحياة، حتى انتشرت الأمراض الاجتماعية والصحية والعقلية في كل عالمنا العربي.
لكن لماذا رفض وصادر الأزهر ـ الشريف؟ ـ كتاب الحب والجنس في حياة النبي للكاتبة بسنت رشاد؟
أولاً: الأحاديث غير الصحيحة لنبي الإسلام وخطايا الرسول المنسية في كتاب "الحب والجنس في حياة النبي".
من الصفحة الأولى إلى الصفحة الرابعة والأربعين، المؤلفة تدافع عن نبي الإسلام وعن زوجته عائشة وكأنهما إلهين لم يخطئا، بل وتبرر أية أفعال نسائية شاذة أو جامحة العقل لعائشة ـ باعتبارها طفلة غير ناضجة وطبقا للأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم ـ أو لا تتفق مع الذوق العام. دافعت المؤلفة ـ بل وبررت بكل قوة ـ عن خطايا وأخطاء الرسول، وكأنه منزه عن الخطأ. تحدثت عن نبي الإسلام باعتباره لا شريك له في الطهارة.
وضعت المؤلفة محمد رسول الإسلام في مصاف الآلهة. فهو الذي لم يضع الله وزره الذي أنقض ظهره، وهو الذي لم يشرح الله صدره. تناست المؤلفة حياة النبي يوم ولادته وهو القائل عن ذاته ـ في الأحاديث الصحيحة؟ ـ أنه نُخس من الشيطان يوم ولدته أمه.
ونسيت المؤلفة أن الرسول الكريم اعترف بأن الشيطان يوحي ويلقي على لسان الأنبياء كلاما كاذباً، بل وأحيانا أخرى يقول له كلاما ضد كلام الله الذي يأتي سريعاً ليُنسي نبيه المحمود المختار والمصطفى كلمات ذلك الشيطان بعد أن يكون سمعها المحيطين به وربما حفظها بعضهم ورددوها لغيرهم. صراع القوى بين الشيطان والرحمن. أقول هذا لرد الشبهات عن بعض المتحاورين معي عبر البريد أو في محادثات شخصية أنه ربما تكون بسنت رشاد الكاتبة غير مسلمة وانتحلت شخصية كاتبة مسلمة. ما ذكرته الكاتبة من تعظيم لنبي الإسلام ـ في بداية الكتاب ـ يؤكد تماماً أنها مسلمة.
لكن..
في الصفحة الرابعة والأربعين، ذكرت المؤلفة: "هناك مَن يحاول إعمال العقل في السنة النبوية". ذكرت بعض الأسباب العقلية لرفض الأحاديث النبوية للبخاري ومسلم ـ باعتبار تعامل المسلمين أنهما أصح الصحيحين بعد القرآن ـ والسنة النبوية والتي لا تتفق مع العقل لفقدانها التواتر الواضح ولبعد المسافة بينها وبين رسول الإسلام. إن الذين يعتمدون ويناقشون ذلك يعتمدون على طلب صريح للنبي القائل: "لا تكتبوا عني غير القرآن، ومَن كتب شيئاً غير القرآن فليَمحه".
واستشهدت برأي الأستاذ شاكر النابلسي القائل أن قرنين من الزمان منذ وقت موت محمد وجمع وكتابة الأحاديث والسنة كافيين لتعرض الأحاديث للنسيان أو التحريف أو التأليف، وكذلك السُنة النبوية التي يعتبرونها مطهرة ولا يأتيها الباطل من بين يديها.
استشهدت الكاتبة برأي الشيخ أحمد صبحي منصور ـ زعيم أهل القرآن المطرود من أجل آرائه التنويرية ـ الذي يرى أن هذه الأحاديث وضعت لأغراض سياسية ضد الإسلام نفسه.
والشيخ الألباني الذي يرى أن الأحاديث بها الكثير من الموضوع والمحرف والمؤلف وذلك لأن البخاري جمع 600 ألف حديث، ولم يثبت إلا 4آلاف صحيح. وجمع مسلم 300ألف حديث، ولم يصح إلا 12 ألف. وأبو داود جمع 500ألف حديث، ولم يصح منها غير 4800 حديث.
وفي نهاية هذا الفصل تذكر الكاتبة رأي "أهل القرآن" في العصر الحديث أنهم رفضوا كل الأحاديث جمعاء لأن أغلبها لا يصل في تواتره إلى شخصية الرسول. ويطعن القرآنيين في الشخصيات التي توارثت في إسناد هذه الأحاديث، فهم يذكروا أن القرآن وحده هو كلمة الله المعصومة لعصمة نبيه أثناء كتابته، أما الأحاديث فقد كتبها بشر لهم أهواء سياسية وأغراض ربما غير شريفة فتقول على الله ورسوله ـ كما يدعون ـ فكيف نقدس أقوالهم ومنها الذي يتناقض تماماً مع القرآن نفسه، أو مع العقل والمنطق والعلم الحديث.
هل مجرد رأي فكري للكاتبة مع استناد بآراء آخرين من القرآنيين تتفق مع العقل ضد النقل يتم هدر دمها ومصادرة حريتها في التعبير عن رأيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثانياً: الأسطورة الجنسية لرسول الإسلام.
تستعرض الكاتبة بسنت رشاد أحاديث البخاري التي تصور الشبق الجنسي للرسول محمد مثل:
• أنه كان يمارس الجنس مع جميع زوجاته في الليلة الواحدة.
• أو أنه أُعطي قوة ثلاثين رجلاً، وأحاديث أخرى أربعين رجلاً.
• وتصف ذكر الأحاديث لكيفية أنه كان يباشر زوجاته وهن حائضات بعد أن يأمرهن فيتزرن، ثم ينكحهن من فوق "الحفاضة" ـ كما تقول في صفحة 51.
والحقيقة أن الكاتبة تتساءل: هذه الأحاديث إن صحت، فهي تخص النبي وحده وذات علاقة بحياته الشخصية.
فلماذا هذا الخيال المريض، رغم عدم صحتها حتى من الناحية الجنسية العلمية؟
لقد فضحت بسنت رشاد أحاديث البخاري التي تؤكد على أنه كان يمارس الجنس مع زوجاته وهن حائضات، مع أن القرآن وهو الأصدق ـ كما تقول ـ من البخاري ومسلم ينهى عن إتيان النساء وهن حائضات!!!!
كيف بعدها يكون النبي الكريم ـ الذي على خلق عظيم؟؟!! ـ أن يكون قدوة لخير أمة(!!!) أخرجت للعالمين؟؟
مجرد رفض منطقي وعقلي ودفاع قرآني عن رسول الإسلام ومحاولة فرض العقل على النقل من البخاري وغيره من قادة التغييب والسلف المدعى صالح.
لكن هيهات أمام "عبدة" البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأئمة الأحاديث الموضوعة، وتابعي المُحرف والمؤلف والضعيف على حساب العقل والوعي.
وعن أحاديث رضاعة الرجل الكبير تقول بسنت رشاد الكاتبة الأنثى ذات العقل النسائي الناضج التي كسرت وحطمت أسطورة أن النسوان ناقصات عقل ودين، وأنها لا تشبه الكلب ولا الحمار:
• إن هناك أحاديث قيلت على لسان رسول الإسلام في البخاري ومسلم تذم وتقلل من قيمة النساء ألا وهي تأكيد النبي على أن يرضع الغلام الكبير من ثدي إحدى نساء الصحابة التي سألت النبي عن دخوله وخروجه، وكيف أن النبي أكد عليها ذلك وهو يعرف أنه كبير.
• لا بل والأكثر سوء حين تكتمل الرواية في صحيح البخاري ـ كما تقول الكاتبة ـ بأن السيدة عائشة(أم المؤمنين) أخذت بهذا الحديث، بل وأمرت أختها وبنات أخيها بتنفيذ هذا الأمر النبوي الذي قاله مَن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى!!
وتتساءل بسنت رشاد الكاتبة قائلة:
• ما هو الدافع لهذا الحديث الموضوع؟
• وما هي غايته؟
• وكيف تُرضع النسوان الطاعنين في السن، وهم فئة التواقين إلى صدور النساء في هذه السن، التي لا يملكون معها غير مص الأثداء؟ انظر صفحة 54.
أية أحاديث تلك يرفض الفقهاء التشكيك فيها حتى لو كانت تتعارض مع القرآن، أو العقل والمنطق؟
وهكذا مع أن الكاتبة مسلمة صادقة وحقيقية. إلا أنها بكل موضوعية ناقشت موضوعين في غاية الأهمية: الأول هو الأحاديث الغير صحيحة التي ذكرتها كتب الأحاديث مثل البخاري ومسلم والتي لا تتناسب مع العقل ولا المنطق ولا حتى القرآن، لكن الفقهاء الأزهريون ما يزالوا يتمسكون بها. وكذلك تناولت تبرير المؤلفة لخطايا محمد وزوجته الطفلة المغتصبة المدللة عائشة. والموضوع الثاني في المقال السابق تناول الأسطورة الجنسية لرسول الإسلام وكيف وهو القدوة لخير أمة(؟) ينكح زوجاته من فوق "الحفاضة" وهن "حائطات"؟ وما هي الفائدة التي تعود على المسلمين من معرفة أنه كان يباشر جميع زوجاته في الليلة الواحدة؟
ثالثاًً: أسئلة حول زوجات الرسول وحياته الجنسية معهن.
تسأل الكاتبة بعض الأسئلة عن الحياة الجنسية للرسول مع زوجاته تعرضها كالتالي:
السؤال الأول:
• كم عدد زوجات الرسول بعد خديجة؟ وما هو معدل زواجه؟
• بحسبة بسيطة ترى أن الرسول تزوج زوجة كل حوالي 50 يوم بعد وفاة خديجة.
• وتذكر أحاديث البخاري من على لسان أصحابه الذين يقولوا: كنا نتحدث ـ صحابة النبي عنه ـ أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً. وفي حديث آخر يقول: أنه أعطي قوة 40 رجلاً من أهل الجنة.
• كتبت الكاتبة قول السيوطي بناء على ذلك: "إن محمداً ليس له هَمّ إلا النكاح".
السؤال الثاني:
• كيف كان يعدل محمداً بين هذا العدد الهائل من النساء؟ وفي هذا تقول عائشة عبد الرحمن ـ الشهيرة ببنت الشاطئ ـ في كتابها نساء النبي، وبناء على أحاديث البخاري وتفسيراً لسورة الأحزاب والآيات من 50 إلى 53: أن النبي وهو بشر كيف له أن يقصر عواطفه على غير ما تهوى، أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
• وهذا جعل الكاتبة تسأل: كيف وهو النبي لا يستطيع أن يضبط نفسه؟ ولماذا يطالب عامة الناس بفعل ما لم يستطيع هو نفسه أن يفعله؟؟؟؟؟؟!!!
السؤال الثالث:
• لماذا كانت عائشة المراهقة الحسناء ذات الجمال والدلال أحب زوجات الرسول؟
• وتسأل الكاتبة: كيف يعقل أن يتزوج رجل في الخمسينات من طفلة في الثامنة أو التاسعة من عمرها؟
• وأية قوانين في العالم ـ المتحضرـ تسمح لرجل كهل في هذا السن أن يكون قدوة حسنة لخير أمة أخرجت للعالمين في اغتصابه لطفلة في مثل هذا السن؟
• إن القوانين الوضعية الحالية تُعطي الحق للقاضي أن يؤدب الرجل الذي يزوج ابنته الطفلة بالسجن والجلد وإسقاط الولاية الشرعية منه.
السؤال الرابع:
• أين هنا قمع الرسول لشهواته وجسده؟ وكيف يكون لنا في رسول الله أسوة حسنة؟؟؟؟؟؟؟
• تحكي الكاتبة نقلاً عن عائشة عبد الرحمن في كتابها نساء النبي: كيف كانت السيدة عائشة زوجة الرسول الطفلة تصنع المؤامرات على النبي لأنها كانت "تغار" من بقية زوجاته وقصتها الشهيرة في التآمر ضد أسماء بنت النعمان عند زواجها من النبي، الذي جعل النبي يردد: إن كيدهن عظيم بدون رجوعه عن قراره بعد علمه بالمؤامرة.
رابعاً: مقارنة جنسية بين محمد والسيد المسيح.
إن الكاتبة تنقل سؤال مقارنة ـ وربما هذا سبب آخر لأسباب الإرهاب الفكري للأزهر والبرلمان المصري والقنوات الفضائية الإسلامية ـ حين تسأل: أين سيرة نبي الإسلام من سيرة السيد المسيح الذي عاش يوصل رسالة المحبة والقداسة والطهارة؟ بل أين ذلك من حياة بولس رسول المسيح الذي قال: تمثلوا بي كما أنا بالمسيح. وقال: أُقمع جسدي وأستعبده؟؟؟
أين هذا من قول بنت الشاطئ عن نبي الإسلام ـ قدوة المسلمين ـ في كتابها: "بخصوص عواطف النبي، كيف له وهو بشر أن يقسرها على غير ما تهوى!! أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
وتُضيف الكاتبة في صفحة 63 قائلة:
"هل أدعوك يا أخي.. لكي تقرأ عن شخص السيد المسيح ومبادئه الفائقة ونعمته الغنية التي يعطيها لنا بمجرد طلبنا منه هذه النعمة. أتمنى أن نبحث عن خلاص نفوسنا، قبل أن نقف أمام الله ولا تشفع أية حجة واهية. فها نحن نسمع صوت الله المُحب كرسالة شخصية لكل واحد منا. هل تستجيب؟؟"
تلك كانت نظرة حول لماذا منع الأزهر الحب والجنس في حياة النبي. وما هي دواعي الإرهاب الفكري الذي يمارسه ضد أي كاتب يفضح الفضائح التي تملأ الصفائح. هذا هو الإرهاب الفكري المتبع ضد أي شعاع نور للقطيع السائر على غير الطريق المستقيم.
خالص تحياتي للأستاذ نادر نبيل المصري المحترم لمراجعته هذا المقال.
12/03/2008
الحب والجنس في حياة النبيأيمن رمزي نخلة
تحدثت في مقال سابق عن الإرهاب الفكري للأزهر. وسألت: حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية لكل مناحي الحياة؟ وذكرت مدى إهانة وإهدار حقوق المفكرين الذين يخرجون من أسلوب النقل إلى مستوى تفكير العقل. وظهر واضحاً كيف أن كل إبداع أئمة النقل هو الحديث المستفيض في فتاوى النكاح والجنس وتوابع ذلك من مواضيع تافهة وساذجة تسحب عالمنا العربي نحو مزيد من التخلف والفقر الفكري والحضاري في كل مناحي الحياة، حتى انتشرت الأمراض الاجتماعية والصحية والعقلية في كل عالمنا العربي.
لكن لماذا رفض وصادر الأزهر ـ الشريف؟ ـ كتاب الحب والجنس في حياة النبي للكاتبة بسنت رشاد؟
أولاً: الأحاديث غير الصحيحة لنبي الإسلام وخطايا الرسول المنسية في كتاب "الحب والجنس في حياة النبي".
من الصفحة الأولى إلى الصفحة الرابعة والأربعين، المؤلفة تدافع عن نبي الإسلام وعن زوجته عائشة وكأنهما إلهين لم يخطئا، بل وتبرر أية أفعال نسائية شاذة أو جامحة العقل لعائشة ـ باعتبارها طفلة غير ناضجة وطبقا للأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم ـ أو لا تتفق مع الذوق العام. دافعت المؤلفة ـ بل وبررت بكل قوة ـ عن خطايا وأخطاء الرسول، وكأنه منزه عن الخطأ. تحدثت عن نبي الإسلام باعتباره لا شريك له في الطهارة.
وضعت المؤلفة محمد رسول الإسلام في مصاف الآلهة. فهو الذي لم يضع الله وزره الذي أنقض ظهره، وهو الذي لم يشرح الله صدره. تناست المؤلفة حياة النبي يوم ولادته وهو القائل عن ذاته ـ في الأحاديث الصحيحة؟ ـ أنه نُخس من الشيطان يوم ولدته أمه.
ونسيت المؤلفة أن الرسول الكريم اعترف بأن الشيطان يوحي ويلقي على لسان الأنبياء كلاما كاذباً، بل وأحيانا أخرى يقول له كلاما ضد كلام الله الذي يأتي سريعاً ليُنسي نبيه المحمود المختار والمصطفى كلمات ذلك الشيطان بعد أن يكون سمعها المحيطين به وربما حفظها بعضهم ورددوها لغيرهم. صراع القوى بين الشيطان والرحمن. أقول هذا لرد الشبهات عن بعض المتحاورين معي عبر البريد أو في محادثات شخصية أنه ربما تكون بسنت رشاد الكاتبة غير مسلمة وانتحلت شخصية كاتبة مسلمة. ما ذكرته الكاتبة من تعظيم لنبي الإسلام ـ في بداية الكتاب ـ يؤكد تماماً أنها مسلمة.
لكن..
في الصفحة الرابعة والأربعين، ذكرت المؤلفة: "هناك مَن يحاول إعمال العقل في السنة النبوية". ذكرت بعض الأسباب العقلية لرفض الأحاديث النبوية للبخاري ومسلم ـ باعتبار تعامل المسلمين أنهما أصح الصحيحين بعد القرآن ـ والسنة النبوية والتي لا تتفق مع العقل لفقدانها التواتر الواضح ولبعد المسافة بينها وبين رسول الإسلام. إن الذين يعتمدون ويناقشون ذلك يعتمدون على طلب صريح للنبي القائل: "لا تكتبوا عني غير القرآن، ومَن كتب شيئاً غير القرآن فليَمحه".
واستشهدت برأي الأستاذ شاكر النابلسي القائل أن قرنين من الزمان منذ وقت موت محمد وجمع وكتابة الأحاديث والسنة كافيين لتعرض الأحاديث للنسيان أو التحريف أو التأليف، وكذلك السُنة النبوية التي يعتبرونها مطهرة ولا يأتيها الباطل من بين يديها.
استشهدت الكاتبة برأي الشيخ أحمد صبحي منصور ـ زعيم أهل القرآن المطرود من أجل آرائه التنويرية ـ الذي يرى أن هذه الأحاديث وضعت لأغراض سياسية ضد الإسلام نفسه.
والشيخ الألباني الذي يرى أن الأحاديث بها الكثير من الموضوع والمحرف والمؤلف وذلك لأن البخاري جمع 600 ألف حديث، ولم يثبت إلا 4آلاف صحيح. وجمع مسلم 300ألف حديث، ولم يصح إلا 12 ألف. وأبو داود جمع 500ألف حديث، ولم يصح منها غير 4800 حديث.
وفي نهاية هذا الفصل تذكر الكاتبة رأي "أهل القرآن" في العصر الحديث أنهم رفضوا كل الأحاديث جمعاء لأن أغلبها لا يصل في تواتره إلى شخصية الرسول. ويطعن القرآنيين في الشخصيات التي توارثت في إسناد هذه الأحاديث، فهم يذكروا أن القرآن وحده هو كلمة الله المعصومة لعصمة نبيه أثناء كتابته، أما الأحاديث فقد كتبها بشر لهم أهواء سياسية وأغراض ربما غير شريفة فتقول على الله ورسوله ـ كما يدعون ـ فكيف نقدس أقوالهم ومنها الذي يتناقض تماماً مع القرآن نفسه، أو مع العقل والمنطق والعلم الحديث.
هل مجرد رأي فكري للكاتبة مع استناد بآراء آخرين من القرآنيين تتفق مع العقل ضد النقل يتم هدر دمها ومصادرة حريتها في التعبير عن رأيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثانياً: الأسطورة الجنسية لرسول الإسلام.
تستعرض الكاتبة بسنت رشاد أحاديث البخاري التي تصور الشبق الجنسي للرسول محمد مثل:
• أنه كان يمارس الجنس مع جميع زوجاته في الليلة الواحدة.
• أو أنه أُعطي قوة ثلاثين رجلاً، وأحاديث أخرى أربعين رجلاً.
• وتصف ذكر الأحاديث لكيفية أنه كان يباشر زوجاته وهن حائضات بعد أن يأمرهن فيتزرن، ثم ينكحهن من فوق "الحفاضة" ـ كما تقول في صفحة 51.
والحقيقة أن الكاتبة تتساءل: هذه الأحاديث إن صحت، فهي تخص النبي وحده وذات علاقة بحياته الشخصية.
فلماذا هذا الخيال المريض، رغم عدم صحتها حتى من الناحية الجنسية العلمية؟
لقد فضحت بسنت رشاد أحاديث البخاري التي تؤكد على أنه كان يمارس الجنس مع زوجاته وهن حائضات، مع أن القرآن وهو الأصدق ـ كما تقول ـ من البخاري ومسلم ينهى عن إتيان النساء وهن حائضات!!!!
كيف بعدها يكون النبي الكريم ـ الذي على خلق عظيم؟؟!! ـ أن يكون قدوة لخير أمة(!!!) أخرجت للعالمين؟؟
مجرد رفض منطقي وعقلي ودفاع قرآني عن رسول الإسلام ومحاولة فرض العقل على النقل من البخاري وغيره من قادة التغييب والسلف المدعى صالح.
لكن هيهات أمام "عبدة" البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأئمة الأحاديث الموضوعة، وتابعي المُحرف والمؤلف والضعيف على حساب العقل والوعي.
وعن أحاديث رضاعة الرجل الكبير تقول بسنت رشاد الكاتبة الأنثى ذات العقل النسائي الناضج التي كسرت وحطمت أسطورة أن النسوان ناقصات عقل ودين، وأنها لا تشبه الكلب ولا الحمار:
• إن هناك أحاديث قيلت على لسان رسول الإسلام في البخاري ومسلم تذم وتقلل من قيمة النساء ألا وهي تأكيد النبي على أن يرضع الغلام الكبير من ثدي إحدى نساء الصحابة التي سألت النبي عن دخوله وخروجه، وكيف أن النبي أكد عليها ذلك وهو يعرف أنه كبير.
• لا بل والأكثر سوء حين تكتمل الرواية في صحيح البخاري ـ كما تقول الكاتبة ـ بأن السيدة عائشة(أم المؤمنين) أخذت بهذا الحديث، بل وأمرت أختها وبنات أخيها بتنفيذ هذا الأمر النبوي الذي قاله مَن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى!!
وتتساءل بسنت رشاد الكاتبة قائلة:
• ما هو الدافع لهذا الحديث الموضوع؟
• وما هي غايته؟
• وكيف تُرضع النسوان الطاعنين في السن، وهم فئة التواقين إلى صدور النساء في هذه السن، التي لا يملكون معها غير مص الأثداء؟ انظر صفحة 54.
أية أحاديث تلك يرفض الفقهاء التشكيك فيها حتى لو كانت تتعارض مع القرآن، أو العقل والمنطق؟
وهكذا مع أن الكاتبة مسلمة صادقة وحقيقية. إلا أنها بكل موضوعية ناقشت موضوعين في غاية الأهمية: الأول هو الأحاديث الغير صحيحة التي ذكرتها كتب الأحاديث مثل البخاري ومسلم والتي لا تتناسب مع العقل ولا المنطق ولا حتى القرآن، لكن الفقهاء الأزهريون ما يزالوا يتمسكون بها. وكذلك تناولت تبرير المؤلفة لخطايا محمد وزوجته الطفلة المغتصبة المدللة عائشة. والموضوع الثاني في المقال السابق تناول الأسطورة الجنسية لرسول الإسلام وكيف وهو القدوة لخير أمة(؟) ينكح زوجاته من فوق "الحفاضة" وهن "حائطات"؟ وما هي الفائدة التي تعود على المسلمين من معرفة أنه كان يباشر جميع زوجاته في الليلة الواحدة؟
ثالثاًً: أسئلة حول زوجات الرسول وحياته الجنسية معهن.
تسأل الكاتبة بعض الأسئلة عن الحياة الجنسية للرسول مع زوجاته تعرضها كالتالي:
السؤال الأول:
• كم عدد زوجات الرسول بعد خديجة؟ وما هو معدل زواجه؟
• بحسبة بسيطة ترى أن الرسول تزوج زوجة كل حوالي 50 يوم بعد وفاة خديجة.
• وتذكر أحاديث البخاري من على لسان أصحابه الذين يقولوا: كنا نتحدث ـ صحابة النبي عنه ـ أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً. وفي حديث آخر يقول: أنه أعطي قوة 40 رجلاً من أهل الجنة.
• كتبت الكاتبة قول السيوطي بناء على ذلك: "إن محمداً ليس له هَمّ إلا النكاح".
السؤال الثاني:
• كيف كان يعدل محمداً بين هذا العدد الهائل من النساء؟ وفي هذا تقول عائشة عبد الرحمن ـ الشهيرة ببنت الشاطئ ـ في كتابها نساء النبي، وبناء على أحاديث البخاري وتفسيراً لسورة الأحزاب والآيات من 50 إلى 53: أن النبي وهو بشر كيف له أن يقصر عواطفه على غير ما تهوى، أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
• وهذا جعل الكاتبة تسأل: كيف وهو النبي لا يستطيع أن يضبط نفسه؟ ولماذا يطالب عامة الناس بفعل ما لم يستطيع هو نفسه أن يفعله؟؟؟؟؟؟!!!
السؤال الثالث:
• لماذا كانت عائشة المراهقة الحسناء ذات الجمال والدلال أحب زوجات الرسول؟
• وتسأل الكاتبة: كيف يعقل أن يتزوج رجل في الخمسينات من طفلة في الثامنة أو التاسعة من عمرها؟
• وأية قوانين في العالم ـ المتحضرـ تسمح لرجل كهل في هذا السن أن يكون قدوة حسنة لخير أمة أخرجت للعالمين في اغتصابه لطفلة في مثل هذا السن؟
• إن القوانين الوضعية الحالية تُعطي الحق للقاضي أن يؤدب الرجل الذي يزوج ابنته الطفلة بالسجن والجلد وإسقاط الولاية الشرعية منه.
السؤال الرابع:
• أين هنا قمع الرسول لشهواته وجسده؟ وكيف يكون لنا في رسول الله أسوة حسنة؟؟؟؟؟؟؟
• تحكي الكاتبة نقلاً عن عائشة عبد الرحمن في كتابها نساء النبي: كيف كانت السيدة عائشة زوجة الرسول الطفلة تصنع المؤامرات على النبي لأنها كانت "تغار" من بقية زوجاته وقصتها الشهيرة في التآمر ضد أسماء بنت النعمان عند زواجها من النبي، الذي جعل النبي يردد: إن كيدهن عظيم بدون رجوعه عن قراره بعد علمه بالمؤامرة.
رابعاً: مقارنة جنسية بين محمد والسيد المسيح.
إن الكاتبة تنقل سؤال مقارنة ـ وربما هذا سبب آخر لأسباب الإرهاب الفكري للأزهر والبرلمان المصري والقنوات الفضائية الإسلامية ـ حين تسأل: أين سيرة نبي الإسلام من سيرة السيد المسيح الذي عاش يوصل رسالة المحبة والقداسة والطهارة؟ بل أين ذلك من حياة بولس رسول المسيح الذي قال: تمثلوا بي كما أنا بالمسيح. وقال: أُقمع جسدي وأستعبده؟؟؟
أين هذا من قول بنت الشاطئ عن نبي الإسلام ـ قدوة المسلمين ـ في كتابها: "بخصوص عواطف النبي، كيف له وهو بشر أن يقسرها على غير ما تهوى!! أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
وتُضيف الكاتبة في صفحة 63 قائلة:
"هل أدعوك يا أخي.. لكي تقرأ عن شخص السيد المسيح ومبادئه الفائقة ونعمته الغنية التي يعطيها لنا بمجرد طلبنا منه هذه النعمة. أتمنى أن نبحث عن خلاص نفوسنا، قبل أن نقف أمام الله ولا تشفع أية حجة واهية. فها نحن نسمع صوت الله المُحب كرسالة شخصية لكل واحد منا. هل تستجيب؟؟"
تلك كانت نظرة حول لماذا منع الأزهر الحب والجنس في حياة النبي. وما هي دواعي الإرهاب الفكري الذي يمارسه ضد أي كاتب يفضح الفضائح التي تملأ الصفائح. هذا هو الإرهاب الفكري المتبع ضد أي شعاع نور للقطيع السائر على غير الطريق المستقيم.
خالص تحياتي للأستاذ نادر نبيل المصري المحترم لمراجعته هذا المقال.